انتزع مني بطاقتي الشخصية
ليتأكد أني عربية
وبدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل قنبلة درية
وقف يتأملني بصمت سمراء وملامحي ثورية
فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية
كيف لم يعرف من عيوني أني عربية
أم أنه فضل أن أكون أعجمية
لأدخل بلاده دون إبراز الهوية
وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربية
أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية
فلم انتظر على هده الحدود الوهمية
وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية
عندما كان العربي يجول البلاد العربية
ولا يحمل معه سوى زاده ولغته العربية
وبدا يسألني عن اسمي جنسيتي وسر زيارتي الفجائية
فأجبته أن اسمي وحدة جنسيتي عربية
زيارتي تاريخية
سألني عن مهنتي وان كان لي سوابق جنائية
فأجبته أني إنسانة عادية
كنت شاهدا على اغتيال القومية
سال عن ميلادي وفي أي سنة هجرية
فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية
سألني إن كنت احمل أي أمراض وبائية
فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية
عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية
فسألني عن اي ديانة اتبع الإسلام أم المسيحية
فأجبته أني اعبد ربي بكل الأديان السماوية
فأعاد إلي أوراقي حقيبتي وبطاقتي الشخصية
وقال عودي من حيث أتيت فبلادي لا تستقبل الحرية
[b]